حب الابناء غريزة في النفس البشرية ..من اجلهم يبذل الانسان الغالي والنفيس .. ولكن كيف يتم توظيف هذا الحب ووضعه في مساره الصحيح حتي يكون حبا نافعا للأباء والابناء.
يقول الاستاذ الدكتور عبد المهدي عبد القادر استاذ الحديث بجامعهة الازهر : يظن البعض ان حبه لابنائه لا يظهر الا بالكلمات والهدايا ، ولكن هذا الحب يجب وضعه في مساره الصحيح بحيث تمتزج التربية بالحب .. وذلك بتربيتهم تربية ايمانية صحيحة فاذا ارسيت القواعد الدينية والخلقية في الطفولة فسوف تستمر في فترة المراهقة ثم مرحلة الرشد عند اكثر الشباب ، واذا قصر البيت في التربية الايمانية ، فسوف يتوجه الابناء نحو افعال ترضي العواطف فقط وترسيخ القواعد الايمانية لدي الابناء يكون بالقدوة الطيبة ، والكلمة المسؤلة ، والمتابعة الحكيمة ، والتوجيه الحسن ، وتهيئة البيئة المعينة علي الخير ، حتي اذا كبر الشاب المؤمن تعهد نفسه فيتوب عن خطئه ان اخطا ويلتزم جادة الصواب ، ويبتعد عن الدنايا ، فتزكو نفسه ويرقي بها الي مصاف نفوس المهتدين بعقيدة صلبة وعبادة خاشعة ونفسية مستقرة وعقل متفتح واع وجسم قوي البنية، فيحيا بالاسلام وللاسلام ، يستسهل الصعاب ، ويستعذب المر .
وعلينا ايضا الاستفادة من منهج الصحابة في التربية فقد قال الامام علي _رضي الله عنه _ ( لاعب ولدك سبعا وادبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله علي غاربه ) ..اي ان السنوات السبع الاولي من عمر الطفل هي للعب فقط ومن سن السابعة حتي الرابعة عشرة فهو في سن الدب وزرع القيم والعبادات ومعرفة الحلال والحرام ، حيث مقدرة الطفل علي التمييز والادراك في هذه المرحلة العمرية المهمة والتي تبقي محفورة بالعقل حتي نهاية العمر .
ومن سن الرابعة عشرة وحتي الحادية والعشرين وهي فترة المراهقة فتحتاج الي مصاحبة ومصادقة .فالابن في هذه المرحلة لا يتقبل التوجيه المباشر ولا يسمع للاوامر او النواهي وانما يحتاج للتربية بالمصاحبة واشعاره بنضج عقله وانه اهل لهذه المصاحبة وعقب ذلك يشب الابن ليبلغ سن الرشد ويخوض معارك الحياة بمفرده
ويضيف يجب ترشيد عاطفة الابوة والامومة بحيث لا نغدق من الحب والانفاق والتدليل واللعب ما يجعل الابناء في دائرة الضلال فالضلال ضياع والتدليل مسخ للخلقة .
المصدر: صحيفة الاهرام 12 فبراير 2010